- العنوانالسعودية - الرياض
-
الرقم الموحد920004135
-
ساعات العملأوقات العمل من الأحد الى الخميس من الساعة 9:00صباحا الى الساعة 10:00 مساء
عندما يتطرف التفكير والعاطفة
من أسوأ ما يتعرض له الإنسان الاكتئاب، حيث تصل شدته إلى رغبة الإنسان في إيذاء نفسه وقتلها من شدة معاناته من أعراضه التي تتناول إرادة الإنسان وعلاقته بالآخرين وعدم الرغبة في الاستمتاع بالحياة وسيطرة الأفكار السوداوية والتشاؤمية، والاكتئاب صديق للإحباط، فالإحباطات المتكررة على الإنسان تذهب به إلى الاكتئاب التفاعلي الذي هو عبارة عن اكتئاب ناتج عن تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به سواء أسرة أو عمل أو علاقات عامة.
المهم أن الإنسان لا بد أن يمر بالاكتئاب في حياته فهو أمر محتوم عليه فليس هناك إنسان لا يمر بمرحلة فقدان عزيز عليه أو خسارات وإحباطات وتقلبات مزاجية نتيجة لتغيرات عضوية وبيئية واجتماعية، وفي ضوء ذلك فتأثر الإنسان بالاكتئاب وأعراضه المزعجة ومدة بقائه مكتئباً تختلف من شخص إلى آخر وتعود إلى بنائه النفسي والفكري بصفة عامة.
وبما أن القلق والاكتئاب هما العنصران الرئيسان في حياة أي إنسان، فمرة مكتئبا وأخرى قلِقاً ومرات يكون مكتئباً وقلقاً، إلا أننا عندما نريد علاج القلق نقول للشخص كيف تتعامل مع القلق وليس التخلص منه، لأن القلق مفيد لحياتنا، وهو الذي يدفعنا إلى الحركة والإنجاز والتفاعل، بينما عندما نريد علاج الاكتئاب نقول كيف تتخلص من الاكتئاب؟ لأن الاكتئاب يسحب الإنسان إلى الوراء ويكف حركته الجسدية والفكرية.
الخلاصة أن أغلب الدراسات والممارسات السريرية أكدت أن غالبية أنواع الاكتئاب ناتجة عن محتوى أفكارنا، فالأفكار السوداوية والتشاؤمية وكثرة الحديث عن الأمور السلبية وتعميم التجارب السلبية وغير المفرحة على جميع متغيرات الحياة والمعتقدات والأفكار المتطرفة ومجالسة الناس الذين لا يرون في الحياة أي أمل، هي من الأسباب الرئيسية للاكتئاب، وهي أيضاً من الأسباب المهمة لدخول الإنسان في حالات سيئة من الاكتئاب واستمراره فيها لفترات طويلة، عندما يحتم عليه الأمر أن يكتئب نتيجة الفقدان والفراغ. لذا، فإن هناك علاقة واضحة بين أفكارنا وسلوكياتنا وبين الاكتئاب، وكل محاولة لتحسين الأفكار والسلوكيات يتحسن في ضوئها مزاج الإنسان ويتحصن من الآثار السلبية للاكتئاب ويحسن تقبل الإحباطات بشكل أكثر إيجابية.
وعموماً، فإن أشكال التطرف سواء في الحب أو المعتقدات وتطرف الإتقان الزائد وضعف تعامل الإنسان مع الواقع والحقائق المؤلمة وعدم قبول إنسانيتنا عندما نرتكب الأخطاء تولد المزيد من الشعور والذنب وتحطيم الضمير وتضخم النفس اللوامة وهذه بالتالي من أهم محرضات دخول أي فرد مرحلة الاكتئاب وتدني مستوى تقدير الذات والثقة بالنفس.