سيكوباتيو مواقع التواصل

اليوم لا أحد ينكر أن الحسابات المزيفة وانتحال الشخصية تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، فقد وصل عد المُزال منها بين عامي 2017 – 2018 من قبل الفيسبوك ما يزيد على ملياري حساب غير شرعي، وزادت حسابات انتحال الشخصية بنسبة 65 % وبخاصة انتحال الشخصية الفردية على العلامات التجارية..

واليوم نعرف أن هذه جريمة معلوماتية ودوافعها المادية متعددة، ولكن ماذا عن الدوافع النفسية لهذه الجريمة.

اليوم ظهر شيء يطلق عليه “سيكوباتيو الإنترنت”، وهو مفهوم للسلوك الإجرامي في عصر المعلومات؛ ليحل مكان الاعتلالات النفسية التقليدية، وهذا الاضطراب عبارة عن اضطراب شخصي للذين يمارسون بمهارة التصيد والإيذاء والتحكم والتلاعب والتزييف وانتحال الشخصية.. وعادة ما يتصف هؤلاء الأشخاص بتدني مستوى الندم والشعور بالذنب والميل للعدوان والاستمتاع به.. ومن خلال هذه الدوافع المضطربة يقومون بتصميم وتنفيذ تكتيكاتهم الإجرامية المنحرفة والعنيفة والخداع والمطاردة عبر الإنترنت ويعتمدون بشكل كبير على تكنولوجيا المعلومات لتغذية وتبرير تخيلاتهم الإدراكية الانفصالية وشهوتهم السادية.

ومن علامات اعتلال نفسيتهم أنهم على وعي بما يفعلونه من جرائم، ولديهم القدرة والمعرفة بتحديد هوية الضحايا ويتصفون بدوافع العظمة والنرجسية الشديدة وتكرار التجارب الإجرامية من دون الشعور بالذنب أو الندم، واستخدام سلاح إخفاء الهوية للتخفي وعدم إظهار الشخصية الحقيقية، وازدراء التعاطف، كما يظهرون نمطا من المشاعر الضحلة وأنهم شخصيات لا تقهر، ولا تردعهم عقبات وعقوبات الإنترنت.. كما يميل صاحب هذه الشخصية إلى القسوة العاطفية عندما يشاهد المستخدمين الآخرين بطرقة غير حساسة، أو غير وديّة بطريقة سرية مع الأقران وزملاء العمل والمعارف.. وبالرغم من مشاعر الاكتئاب العدواني التي تنتابه إلا أنه لا يعترف أو يعبر عن تك المشاعر ناهيك عن عدم خشية من الانخراط في أعمال العنف المتصلة بالإنترنت والإرهاب السيبراني.. وقد يظهر البعض منهم ببعض السلوكيات العدوانية كإساءة معاملة الأطفال أو الحيوانات من دون أن تبدو عليه مشاعر العطف، بل مشاعر النشوة والفرح، وغالبا ما يتردد على المواقع والمدونات التي تحقق نزواته وانحرافاته، وفي المنتديات قد يكشف عن افتنانه العصابي بالنار والأسلحة والانحرافات الجنسية والمواد التي تغير العقل والمزاج، وغالبا أيضا ما ينشر معلومات وقحة ومبتذلة وفاحشة ويعطي إجابات غامضة في المنتديات ولديه عجز في الأداء العاطفي والشخصي.. إلخ.

Open chat
حياك الله, كيف نقدر نساعدك ؟
حياك الله, كيف نقدر نساعدك ؟