اليوم لا يوجد واحد منا لم يتعرض في وقت من الأوقات إلى الإرهاق والإجهاد النفسي والقلق الشديد ونوبات الاكتئاب.. وقد أكدت الدراسات الوبائية للمشكلات النفسية أن هناك أعداداً كبيرة من الناس يحتاجون إلى المساعدة الاحترافية أو المهنية من المعالجين النفسيين للمساعدة في التعامل مع المشكلات والمشاعر التي تكون خارجة على سيطرتهم كمشكلات الزواج والعلاقات والوضع الأسري غير المستقر وفقدان أو الخوف من فقدان الوظيفة أو وفاة شخص عزيز أو المعاناة من الاكتئاب والإجهاد أو تعاطي المخدرات والخسائر المالية والعديد من المشكلات الحياتية التي تتعب الإنسان وتهد من حيله وقوته.
اليوم ينصح خبراء الصحة العامة بأنه عندما يشعر الإنسان بإحباط كبير وطويل الأمد ويشعر بالحزن والعجز، ولا يبدو أن مشكلاته تتحسن على الرغم من جهود الشخص للتغلب عليها سواء بنفسه أو بمساعدة الأهل والأصدقاء، أو يجد صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية كعدم التركيز في العمل، وعندما يقلق بشكل مفرط ويتوقع أن حالته تسوء وأنه على هاوية الانهيار، أو عندما يجد أن أفعاله أصبحت ضارة بنفسه وبالآخرين على سبيل المثال التعدي على حقوق الآخرين بشتى أنواع العنف سواء لفظياً أو معنوياً أو جسدياً، والإفراط في الشكوك والتجسس والغيرة المرضية أو يعاني من الوساوس القهرية والمخاوف غير الواقعية.. إلخ. إذا عانى أي إنسان من مثل تلك الأمور أو غيرها فإنه من دون شك يحتاج إلى المساعدة المهنية المتخصصة من المعالج النفسي المرخص وصاحب الخبرة.
اليوم من المهم عند اختيارنا المعالج النفسي أن نتأكد من مؤهلاته العلمية والشخصية وكم سنة مارس العلاج؟ وما الخبرة التي لديه في المشكلة التي يعاني منها الشخص؟ وكيف كانت نتائج ومآل الحالات المماثلة التي سبق أن مرت عليه خلال سنوات خبرته؟ وماذا أضاف إلى هذا العلم من تطوير في الأدوات والأبحاث وإصدار الكتب والمقالات؟ لأنها تعكس مستوى ثقافته العامة والخاصة.. ناهيك عن علاقته العلمية بالجمعيات المحلية والعالمية التي تدور في فلك تخصصه، والتي لها دور في تزويده بالمستجدات العلمية والعملية وتبادل الخبرات العيادية مع زملائه في جميع دول العالم، وأخيراً السؤال عن أنواع العلاجات التي يستخدمها؟ وهل أثبتت فعاليتها في التعامل مع نوع المشكلة التي يعاني منها؟ وما الآثار الجانبية لها؟
اليوم غالبية الأبحاث تدعم بشكل متزايد أهمية سلامة الصحة النفسية لتأثيرها على الصحة الجسدية ومن ثم الصحة العامة على وجه العموم.