- العنوانالسعودية - الرياض
-
الرقم الموحد920004135
-
ساعات العملأوقات العمل من الأحد الى الخميس من الساعة 9:00صباحا الى الساعة 10:00 مساء
هل أنت سعيد…؟
اليوم في الحقيقة ترددت عندما فكرت أن أكتب عن السعادة من المنظور النفسي، خاصة أن هناك كثيرًا من التفسيرات والمقولات والأبحاث والحكم قيلت عنها…
المهم من التفسيرات النفسية هي ما يشعر به الشخص ذكرًا أو أنثى من مشاعر المتعة والاسترخاء، خاصة إذا علمنا أن بعض الشخصيات القلقة وهذا ليس مرضًا بل سمة من سمات الشخصية وأيضًا الناس الذين يعانون من ارتفاع القلق والاكتئاب لديهم عادة ما يشعرون بالكرب وعدم وجود طعم أو متعة في الحياة.. ومن التفسيرات أيضًا أن السعادة هي في عدم الشعور بالألم والاستياء.. وقد ارتبطت المتعة منذ العصور اليونانية القديمة واعتبرت مكونًا من مكونات السعادة، بينما كثير من الدراسات الحديثة رأت أن المتعة لا تغدو كونها عنصرًا من عناصر السعادة؛ حيث وجد علماء الأعصاب أن المتعة ليست مجرد فكره أو إحساس، بل هي نتيجة لنشاط يحدث في الدماغ.. ويبدو أن جميع الملذات بدءًا من الملذات الأساسية كالطعام والمتعة الجنسية وصولاً إلى الملذات عالية المستوى كالملذات المالية والمادية لها التأثير نفسه في الدماغ.
إضافة إلى تفسير علم الأعصاب للسعادة إلا أن هناك عنصرًا من التفسير العلمي للسعادة وهو مسألة القياس.. فهل يمكن قياس السعادة؟.. هذا السؤال أحدث جدلاً علميًا؛ حيث يرى أنه ينبغي ألا تكون السعادة موضوعًا للتفسيرات العلمية؛ لأنه من المستحيل قياسها بموضوعية.. فالناس سعداء إذا اعتقدوا ذلك، وكل إنسان لديه البعد الذاتي للسعادة، وهو أفضل حكم على نفسه إذا كان سعيدًا أم لا.
بعض العلماء يرون أنه لا بد من التفريق ما بين السرور والسعادة واللذة؛ كون اللذة ممارسة غريزية ما دون البعد الأخلاقي، وهي أمر نشترك فيه مع الحيوانات، أما السرور فهو ممارسة متعة الغريزة ضمن إطارها المعنوي والأخلاقي، وفي ضوء ذلك قد تكون السعادة هي عمليات من التوازن ما بين إشباع الغرائز.
هناك آراء ترى أن السعادة هي نتيجة للحالة العاطفية الشاملة للمرء وتأثيرها الإيجابي عليه، وآخرون يرون أن تحقيق الذات في مجالات الاستقلالية والكفاءة سيقود إلى السعادة.
هناك نظريات ترى أن السعادة تكمن في السعي لوجود الأهداف الحياتية وتحقيقها، إضافة إلى تلبية الحاجات الأساسية.. من جهة أخرى هناك سؤال ملح حول علاقة الثروة بالسعادة؛ حيث كانت الإجابة بأن المال الوفير والثروة يمكن أن تكون علامة على النجاح، وتوفر للأفراد عديدًا من الخيارت الحياتية التي لم يكونوا قبل ذلك قادرين عليها، إلا أنه وجد أن المال لا يشتري السعادة، وأنه بعد تلبية الحاجات الأساسية لا ترتبط السعادة بوضوح بالثروة والثراء.
وأخيرًا؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).. أسعد الله أيامكم.. وعيدكم مبارك.