- العنوانالسعودية - الرياض
-
الرقم الموحد920004135
-
ساعات العملأوقات العمل من الأحد الى الخميس من الساعة 9:00صباحا الى الساعة 10:00 مساء
هل تعاني من إرهاق الرحمة والتعاطف؟
يقول علماء النفس إن الأشخاص الذين يقومون بأعمال هدفها رعاية الآخرين وتقديم الخدمات لهم سواء صحية أو اجتماعية أو نفسية يستنزفون كثيرًا من عواطفهم ومشاعرهم تجاه أولئك الناس، رغم أن بعضهم قد يكونون تدربوا على مثل تلك الأوضاع، كالذين يعملون في أقسام الطوارئ والعناية المركزة والإسعاف والإنقاذ والعناية التلطيفية، بحيث يحاولون التعاطف وليس العطف، والدخول في مراحل متقدمة من التأثر العاطفي.
اليوم علماء النفس وآخرون وفي ظل حالة الطوارئ التي يعيشها العالم مع جائحة كورونا يشعرون بالقلق على الأشخاص القائمين على رعاية الناس صحيًا واجتماعيًا، خاصة الممارسين الصحيين ومقدمي الرعاية لتعرضهم لخطر الإصابة بإرهاق التعب والتعاطف والرحمة، ومن ثم تعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والإرهاق الجسدي والعاطفي، وهو يعتبر خطرًا مهنيًا قد يشكل عبئًا على تقديم الرعاية الصحية والمستقبل المهني والاجتماعي والاقتصادي للممارسين.. وتم وصف هذه الحالة من التعاطف بأنها تعاطف زائد من التعاطف، تصاحبها أعراض القلق والأفكار الوسواسية والأفكار السلبية الاقتحامية الأخرى والإحباط وأعراض أخرى نفسية وعضوية.
اليوم طور علماء النفس عديدًا من التدخلات النفسية والسلوكية للتعامل مع ذلك الإرهاق، ومنها ما يسمى الرعاية الذاتية أو العلاج الذاتي، وهو أن يطور ويلتزم الشخص المعرض لمثل ذلك الإرهاق بجدول من الروتين اليومي، ويتضمن أخذ وقت من النوم الكافي والتغذية الصحية والنشاط البدني والاسترخاء والتواصل الاجتماعي، ويجب أن يشمل الجدول أيضًا خمس دقائق لإجراء فحص ذاتي كل صباح؛ لتقييم التوتر في الجسم والمخاوف المسيطرة، على ألا تتم مراجعة تلك الأفكار قبل النوم بنصف ساعة.. وينوه علماء النفس إلى أنه ينبغي ألا يشعر أحدهم بالذنب وتأنيب الضمير بشأن قضاء بعض الوقت في المرح والضحك خلال هذا الوقت الحزين والقلق، بل عليه أن يلعب ألعابه المفضلة، وأن يستمر في مشاهدة الأفلام المضحكة، وممارسة حياته الطبيعية؛ كون الشعور بالذنب قد تصاحبه مجموعة من الأفكار السلبية، التي تحد من النشاط الطبيعي للفرد، وقد تتطور حالته إلى الدخول في حالة من الاكتئاب والأرق.
اليوم الكلام حول إرهاق الرحمة والتعاطف والعطف ليس محصورًا على العاملين في أقسام الطوارئ والعنايات المركزة، بل يشمل أيضًا المخالطين والمعايشين للحالات التي تعاني من أمراض خطيرة أو إعاقات وما شابهها، وفي مثل تلك الأوضاع فإن استنزاف العواطف والمشاعر قد لا تظهر أعراضه أثناء رعاية الشخص لمثل تلك الحالات، ولكن قد تظهر في أوقات لاحقة، ما يتطلب عدم كبت تلك المشاعر في حينها، وتنويع مصادر المعززات في الحياة والمحفزات سواء على المستوى الحكومي أو الشخصي.